قصة جليبيب
جليبيب البطل المغوار
غير معروف بالاسم الحقيقي ولكنه عرف بذلك الاسم بسبب قصر القامة فسُميّ بذلك كتصغير لكلمة "جلباب" لما كان يتسم بالبشرة السوداء و صغر قامته اي انه كان أقصر من كُل اقرانه .
حياة جليبيب
لم يكن لدي جليبيب أهل ولم يعرف له أم أو أب
كان جليبيب يعيش طفولة مهمشه لم يكن له ونس ولم يكن له اصدقاء حتي يقال أن كان يسبب خوف في نفوس الاطفال فعانى من الوحدة والنبذ بالغالب وسط أطفال سنه يتسم جليبيب بطرافته وحسه الفكاهي .
بعد الهجرة النبوية وعندما رأي النبيّ أدرك فورًا أنه على الحق، وأنه النبيّ المُرسل من السماء وأحسّ بقُدسيته، وآمن بيه عندما كان صغيرا في السن .
ومنذُ لحاقه بالاسلام، كان ينام جليبيب في المسجد الذي اصبح مأواه كُل ليلة، ينام فيه لوحده.
أريدك أن تتخيل مدى شعوره بالوحدةلا أحد حوله ومن بين كل أطفال المدينة كان وحيداً تماماً.
جليبيب الصغير
عندما كان طفلاً، كانت حاجته الشديدة إلى الاهتمام تمنحه روح الدعابة التي جذبت من حوله وأكسبته شعبية.
وكأنه يصرخ للجميع: "أنا وحدي".
وكان ينام كل ليلة في المسجد، وكان في النهار يذهب إلى أي بيت قريب من المدينة، فيأكل جليبيب ويشرب مع أي شخص، ثم يخرج للعب في السوق، وينام في المسجد ليلاً.
طفل بلا مأوى وحيد يعاني في أحد الأحياء الحضرية يعيش حياة بسيطة هذا هو جليبيب.
إلى ذلك اليوم
ذهب "جليبيب" إلى أحد المنازل لتناول الطعام،وكان يلقي نكتة ونكتة أثناء تناول الطعام، مما أضحك أصحابها.
جاء صاحب المنزل وبخ جليبيب وطرده ورفض السماح له بالعودة مطلقًا وذلك لانه اصبح كبيرا في السن
لأول مرة يشعر جليبيب أنه لم يكبر.
ربما يكره البلوغ، ربما يكره كونه رجلاً، يريد أن يبقى شاباً.
وكان لهذا الموضوع تأثير كبير على روحه، لأنه شعر فجأة أنه قد كبر بالفعل، وشعر أنه وحيد حقًا يواجه العالم الذي بدأ يتسع أمامه.
عندما تكون وحيدًا وتائهًا في مكان تشعر فيه أنك لا تنتمي إليه ولا يوجد منزل أو مكان يمكنك العودة إليه في نهاية اليوم نوع من الصدمة عندما تشعر بمدى اتساع العالم من حولك حينها تدرك مدى كبر حجمك كشخص، حجمك ببساطة، ليس أكبر من نطاق أو مساحة وجودك، ولكنأنت ضعيف وبريء لأن المشاعر التي بداخلك توسعت وابتلعتك مثل الثقب الأسود الذي نمت بداخلك.
وهذا في الواقع أعظم الشعور بالوحدة هذا ما شعر به جليبيب .
جليبيب في مجلس النبي
حتى دخل ذات يوم مجلس الأنبياء، وظهر النبي لأول مرة فاستقبله بابتسامة رقيقة ودعاه للجلوس بين يديه، فلما جلس وضع النبي يديه على رأس جليبيب الصغير.
قال بصوت حنين: - أرى أنك كبرت يا جليبيب ، لماذا لا تتزوج ؟
فقال: "يا نبي الله ما العمل؟ فإني لا بيت لي ولا مال ولا مهر أعطيه للعروس، ولا مهر لمن تريد أن تتزوج جليبيب .
فتبسم وقال: أريد أن أزوجك هذا كل شيء.
فدعا النبي رجلا من الأنصار فقال له: يا فلان زوجني ابنتك.
فتعجب الرجل واندهش دهشة شديدة وقال: نعم يا نبي الله، بلى يا نبي الله.
فقال النبي: اصبر فإني لا أريد هذا.
فقال الرجل والابتسامة على وجهه. فلمن؟
فقال النبي: جليبيب.
احتار الرجل قليلا وقال: انتظرني أستشير زوجتي أيها النبي.
فأذن له النبي
ينشب خلاف بين العائلة، ترفض الأم تزويج ابنتها جوليبي وتطلب من الزوج اختلاق الأعذار، بين حيرة الأب وإصرار الأم
ركضت إليهم الفتاة وقالت ويلك من رفض طلب رسول الله
وتفاجأ الاثنان بحضور ابنتهما التي أكملت كلامها وقالت.. أجيبوا طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. دعني إلى جليبيب وصدق أن الله لن يضيعنا أبداً
فترك الأب البيت وذهب إلى النبي.
وذهب الي النبي ليعلن موافقتهم لقرار وطلب النبي و تزوجها جليبيب
فقال النبي: اللهم بارك لها ولا تجعل في عيشها حرجاً.
وبالفعل يتم حفل الزفاف بحضور الجميع.
معركة جليبيب
بعد زواج قصير.
قرر الانضمام إلى النبي في إحدى المعارك .
هذه هي معركته الأولى
وخرج مع جيش المسلمين، ومن بين الجند الكبار قاتل جليبيب الصغير في الصحراء. وأخيراً بدأ العالم يبتسم له. أصبح محاربًا متزوجًا وله عائلة.
تبدأ المعركة و يرتفع عدد الوفيات والإصابات
وحتى نهاية المعركة وقف النبي مع أصحابه وجنوده.
قال: هل تفتقد أحداً؟
قالوا لا يا رسول الله.
قال: ولكني أفقد جليبيب
ولم يكن جليبيب حاضرا
فرجع هؤلاء إلى النبي فقالوا:
جليبيب هنا وبجانبه سبعة أشخاص قتلهم وقتل.
ووقف النبي في مكانه.
فسقطت دمعة من عينه وقال: هذا لي وأنا له.
مسح دموعه وهو يردد: هذا جليبيب مني وأنا منه!
وقد دفنه النبي بنفسه، ووضعه في مثواه، ورش عليه التراب الممزوج بدموعه الشريفة صلى الله عليه وسلم.
هذا جليبيب
Menna
إرسال تعليق